هل أنا على ضلالة؟
نحن المسلمين ندعو الله في سورة الفاتحة، ”ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ“ الفاتحة 6-7
أريدك أن تقوم بتمرين بسيط للتوعية الذاتية: اسأل نفسك، هل أنا على طريق الضالين، وكيف أعرف ذلك؟
هل تشعر بالضياع والذهول، وتعيش حياتك بشكل روتيني اي ايامك متشابهة، ولكن عندما يسود الصمت، ينتابك فراغ داخلي . شعور مزعج بعدم الرضا عن نفسك.
عندما يذكرك أحد الله؟ عندما تسمع القرآن، عندما يذكرك أحد بالصلاة؟ هل تشعر بالنقباض قلبك؟
يتحدث الله عن هذا في القرآن . “أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ فَوَيْلٌۭ لِّلْقَـٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ فِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ’ الزمر 22.
كنت في يوم من الأيام تسير على الطريق المستقيم، متعلقا بربك وتسعى لتحقيق هدف عظيم تؤمن به . وفي نهاية يوم طويل، توجهت إلى فراشك بسلام داخلي..
لكن تشتت انتباهك وتركت مسارك الإيماني. وما الذي خدعك بالضبط؟ وسائل التواصل الاجتماعي؟ شاب أو فتاة ؟ إدمان؟ إغراء؟ مهما كانت هذه الخدعة فقد اهدرت وقتك و لا زالت تهدره.
الآن أنت عالق في هذا الفراغ. وحيد و تشعر بخيبة أمل , بالذنب و الخجل. تتساءل: كيف سأجد طريقي للعودة إلى المسار الصحيح؟
وإذا وجدته، هل لدي القوة للبقاء عليه؟
وإذا بقيت عليه، هل يستحق كل هذا العناء؟
هذا تذكير بأن لا شيء، في هذا الكون أو أي الكون آخر، سوف يرضي روحك إلا الله سبحانه. لا نساء ولا رجال، لا أموال، لا أقراص، لا نوادي رياضية، لا طعام ولا ملهيات. لا شيء. هذه قاعدة كونية. ”وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةًۭ ضَنكًۭا“ طه 124
توقف عن التفكير في مدى بؤسك للحظة، فذلك لا يزيدك إلا بؤسًا.
بدلاً من ذلك تذكر الله،
- لا يريدك الله عز و جل أن تبقى على هذه الحال و المعاناة ”يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ“ البقرة 185
- هو لا يرغب و لا يستلذ بعقابك “مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًۭا” النساء 147
- بل ”ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ“ النساء 27
و “ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ ۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةًۭ مِّنْهُ وَفَضْلًۭا ۗ’ ” البقرة 268.
انه هو ’ٱلْغَفُورُ‘ و ٱلْغَفَّارُ‘.
يقول سبحانه ”وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ“ البقرة 186
فاسأله. ألا ”يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍۢ“ النور 38 ،
ادعُ بالمغفرة والهداية والقوة. انسَ إذا كنت تستحق ذلك أم لا. دعاؤك يجب أن يعكس عظمة الله ورحمته. ”يَـٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ“ الإنفطار 6
هكذا, ان شاء الله, تعود إلى الطريق المستقيم. بالتذكر و التفكر في الله.
”وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌۭۚ“ سورة التغابون 11.
ليس فقط الإيمان بوجوده، بل الإيمان بكمال صفاته ايضا.
